منتدى ناصف عبد الله محمد السيد
أهلا بك ونسعد بتسجيلك معنا ناصف عبد الله محمد
منتدى ناصف عبد الله محمد السيد
أهلا بك ونسعد بتسجيلك معنا ناصف عبد الله محمد
منتدى ناصف عبد الله محمد السيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ناصف عبد الله محمد السيد

منتدى إســــــــــــــلامي دعوي وتربوي وتعليمي (أهلا بكم : ناصف عبدالله أبوحذيفة وأنس)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
۩۞۩ ۩۞۩ أهلا بكم في منتدى ناصف عبد الله محمد ۩۞۩ ۩۞۩
۩۞۩ ۩۞۩ أهلا بإقتراحاتكم ۩۞۩ ۩۞۩ وإسهاماتكم ۩۞۩ ۩۞۩
المواضيع الأخيرة
» ۩۞۩ إتخاذ القرار ليلا 00أفضل من إتخاذه بعد النوم ۩۞۩
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 31 مارس 2024, 13:53 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الولاية على النفس (الحاج محمد راغب نوار)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 31 مارس 2024, 13:50 من طرف ناصف عبدالله محمد

» متن الأربعين النبوية
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 31 مارس 2024, 13:42 من طرف ناصف عبدالله محمد

» يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:20 من طرف ناصف عبدالله محمد

» لا ينفع الإنسان إلا عمله
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:15 من طرف ناصف عبدالله محمد

» لا ينفع الإنسان إلا عمله
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:14 من طرف ناصف عبدالله محمد

» من هو الْمَسِيحُ الدَّجَّال؟
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:12 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الانشغال عن الصلاة
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:11 من طرف ناصف عبدالله محمد

» المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:09 من طرف ناصف عبدالله محمد

» خمسون سؤالاً وجواباً في العقيدة
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:06 من طرف ناصف عبدالله محمد

» العهدة العمرية
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:04 من طرف ناصف عبدالله محمد

» النهي عن التماس عثرات النساء
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:03 من طرف ناصف عبدالله محمد

» المعاشرة الزوجية
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:02 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أطفالنا وحب الرسول صلى الله عليه وسلم
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:00 من طرف ناصف عبدالله محمد

» من يأمر بالمعروف ولا يفعله
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:58 من طرف ناصف عبدالله محمد

» ]القذف والخصومات
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:57 من طرف ناصف عبدالله محمد

» شهادة الزور
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:55 من طرف ناصف عبدالله محمد

» حكم الكذب
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:54 من طرف ناصف عبدالله محمد

» القول على الله بغير علم
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:53 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  النميمة
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:52 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  الغيبة
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:51 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فوائد
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:48 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فوائد جليلة وفرائد مفيدة عن الحج من تقريرات كل من الشيخين ابن باز وابن عثيمين .
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:46 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  مختارات من كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:44 من طرف ناصف عبدالله محمد

» مختارات من كتاب حراسة الفضيلة للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:42 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  فوائد من كتاب تصحيح الدعاء للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:40 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  فوائد من شرح رياض الصالحين للإمام ابن عثيمين
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:38 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  فوائد من شرح العقيدة الواسطية للإمام ابن عثيمين ( ج2 )
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:37 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  فوائد من شرح العقيدة الواسطية للإمام محمد العثيمين ( ج1 )
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:36 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فوائد من تفسير سورة البقرة ( ج3) .
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:34 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فوائد من تفسير سورة النساء للشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الل
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:32 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  أحْمَقُ مِنْ عِجْلٍ‏.‏
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:29 من طرف ناصف عبدالله محمد

»  أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ‏.‏
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 20:27 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الإنحراف العاطفي5
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:36 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الإنحراف العاطفي4
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:33 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الإنحراف العاطفي 3
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:31 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الإنحراف العاطفي 2
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:23 من طرف ناصف عبدالله محمد

» الإنحراف العاطفي 1
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:20 من طرف ناصف عبدالله محمد

» إلى المعتمرين3
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:14 من طرف ناصف عبدالله محمد

» إلى المعتمرين2
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:10 من طرف ناصف عبدالله محمد

» إلى المعتمرين1
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:07 من طرف ناصف عبدالله محمد

» تنبيهات في الحج والعمرة4 (الموضوع للشيخ يوسف الأحمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 21:03 من طرف ناصف عبدالله محمد

» تنبيهات في الحج والعمرة3
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 20:59 من طرف ناصف عبدالله محمد

» تنبيهات في الحج والعمرة2
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 20:57 من طرف ناصف عبدالله محمد

» تنبيهات في الحج والعمرة1
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 20:54 من طرف ناصف عبدالله محمد

» صفات الرسل عليهم السلام: (الحاج عبدالحميد عبدالغني السخي)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الإثنين 26 يوليو 2010, 19:49 من طرف ناصف عبدالله محمد

» صيغة العقد: (الحاج محمد راغب نوار)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الإثنين 26 يوليو 2010, 19:46 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسرار ترتيب القرآن للسيوطي 10 (سيد عبد الله أبوناصف)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الإثنين 26 يوليو 2010, 19:39 من طرف ناصف عبدالله محمد

» ضعوا خدي على لحدي ضعوه
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 25 يوليو 2010, 14:56 من طرف ناصف عبدالله محمد

» ما أجمل الموضوع
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 25 يوليو 2010, 14:46 من طرف ناصف عبدالله محمد

» رخصة قيادة الحياة (أنس ناصف عبد الله)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10السبت 22 مايو 2010, 16:25 من طرف ناصف عبدالله محمد

» آدم عليه السلام (الحاج عرفة محمد حسن)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:59 من طرف ناصف عبدالله محمد

» يونس عليه السلام (الحاج عرفة محمد حسن)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:54 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسرار ترتيب القرآن 2 (سيد عبد الله أبوناصف)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10السبت 27 فبراير 2010, 11:41 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 38للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:43 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 37للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:31 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 36للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:29 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 35للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:24 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 34للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:23 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسئلة الحويني للألباني 5 (ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:20 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسئلة الحويني للألباني 4 (ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:17 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسئلة الحويني للألباني 3 (ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:10 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسئلة الحويني للألباني 2 (ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:08 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أسئلة الحويني للألباني 1 (ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:07 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 33للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:05 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 32للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:04 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 31للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:02 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 30للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 17:01 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 29للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:58 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 28للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:56 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 27للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:55 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 26للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:53 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 25للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:50 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 24للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:43 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 23للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:41 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 22للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:40 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 21للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:37 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 20للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:35 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 19للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:33 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 18للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:32 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 17للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:31 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 16للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:30 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 15للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:29 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 14للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:28 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 13للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:26 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 12للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:25 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 11للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:24 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 10للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:23 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 9للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:21 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 8للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:19 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 7للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:18 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 6 للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:16 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 5 للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:15 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 4 للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:14 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 3 للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:12 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى 2 للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:11 من طرف ناصف عبدالله محمد

» فتاوى للشيخ الألباني عليه رحمة الله(ناصف عبد الله محمد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:09 من طرف ناصف عبدالله محمد

» إسرق وإقتل وأدمن (ناصف عبد الله محمد السيد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:03 من طرف ناصف عبدالله محمد

» أقوال مأثورة (ناصف عبد الله محمد السيد)
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 19 يناير 2010, 16:00 من طرف ناصف عبدالله محمد

ضعوا خدي على لحدي ضعوه
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الأحد 25 يوليو 2010, 14:56 من طرف ناصف عبدالله محمد
666 666 666 666


ضعوا خدي على لحدي ضعوه و من عفر التراب فوســدوه
و شــقـوا عنـــه اكــفانا ًرقـاقاً و في الرمس البعيد فغـيبوه
فلو ابصرتموه اذا انقــضت صبيحة ثالث انكرتمـــــــوه
وقــد سالــت نواظــــر مقلتيه على …


تعاليق: 0
تنمية الإبداع عند طلابنا 5
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 18:02 من طرف ناصف عبدالله محمد
- سماته الشخصية متميزة ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:

تقبل التعقيد - ارتفاع مستوى الغموض - انخفاض مستوى القلق - عدم الخوف من الوقوع في الخطأ - تفضيل الاستجابات الجديدة - روح الدعابة والمرح - الانفتاح الذهني - سعة الخيال - …

تعاليق: 0
تنمية الإبداع عند طلابنا 4
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 18:01 من طرف ناصف عبدالله محمد
ففي الوقت التي تعطي هذه الحكاية معلومات أولية مبسطة عن وجود الغابات والأفيال في إفريقيا، وطريقة التعبير عن الغضب والفرح عند الأفيال، وذلك برفع خراطيمها إلى أعلى، وإصدار صيحات من نوع مميز، فإننا نعرف الطالب من خلال …

تعاليق: 0
تنمية الإبداع عند طلابنا 3
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 18:00 من طرف ناصف عبدالله محمد
كيفية تنمية الإبداع ؟



يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية وقبلها أيضا " البستان والتمهيدي " على التفكير الإبداعي من خلال توفر المعلم المبدع أولا ومن خلال المادة الدراسية الحديثة …

تعاليق: 0
تنمية الإبداع عند طلابنا 2
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 17:59 من طرف ناصف عبدالله محمد
علاقة الإبداع بالذكاء :



تضارب الآراء بين العلماء والباحثين حول العلاقة ما بين الإبداع والذكاء، فمنهم من يرى أن القدرة على الإبداع مستقلة استقلالاً نسبيا عن الذكاء، في حين يرى فريق آخر، أن هناك علاقة بين الإبداع …

تعاليق: 0
تنمية الإبداع عند طلابنا 1
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 17:57 من طرف ناصف عبدالله محمد
[size=16]تنمية الإبداع عند طلابنا

عبد الرحمن محمد الخوجا
مرشد ومحاضر تربوي
كلية دافيد يلين





يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين يلعبون …


تعاليق: 0
إبدأ وعينيك على النهاية2
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 17:55 من طرف ناصف عبدالله محمد
تخيل حفل يقام يوم تقاعدك عن العمل.. ما الإنجاز الذي تحب أن تكون قد أنجزته في نهاية عملك الوظيفي.. تخيل.. ثم اكتب.. اكتب على ظهر الورقة (مهني).. ضعها جانبًا.

اجمع كل الورقات التي كتبتها وفكر فيها لماذا لا تقم الآن …

تعاليق: 0
إبدأ وعينيك على النهاية
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 17:55 من طرف ناصف عبدالله محمد
ابدأ وعينك على النهاية

من موقع إسلام أو لاين

أحمد محمد علي

خبير تنمية إدارية

المراجع:

العبادة في الإسلام – د/ يوسف القرضاوي

The 7 habits of highly effective people - Stephen R. Covey



الزمان: أي وقت.

المكان: مكانك الذي أنت فيه.

الحدث: …

تعاليق: 0
إختبار ذاتي
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الثلاثاء 28 يوليو 2009, 17:53 من طرف ناصف عبدالله محمد
اختبار ذاتي



هل تمتلك مؤهلات القائد؟ أشر على المقدرات التي ترى أنك تمتلكها من القائمة أدناه. ثم أطلب من أحد زملائك في العمل تقييمك ومقارنة نتائجك مع نتائج أشخاص آخرين:

- هل تتواصل بفاعلية؟

- هل تضع قائمة بالأولويات …

تعاليق: 0
منتدى
سحابة الكلمات الدلالية
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبد الله محمد
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبد الله محمد
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصف عبدالله محمد
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبد الله محمد
ناصف عبدالله محمد


عدد المساهمات : 541
تاريخ التسجيل : 07/05/2009
العمر : 55
الموقع : www.nasefabdalah.malware-site.www

المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Empty
مُساهمةموضوع: المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة   المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة Smiled10الخميس 16 ديسمبر 2010, 21:09

المشكاة
في
تربية الصّغارعَلىالصّلاة
إعداد
حسان بن سالم عيد
غفر الله له ولوالديه

مراجعة وتقريظ
الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم وتقريظ


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى والثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ العزيز الحكيم الذي قال وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ  ( ). والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال: « … وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ »( )، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وبعد:
فهذه آيات بينات من كلام الله  شفعتها بقول وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين  تبين أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام، وجمعت هذه الآيات والأحاديث لينتفع بها الصغار، وخاصة الأطفال الناشئة الذين يدرسون في حلقات تحفيظ القرآن الكريم؛ لِمَا رأيت الحاجة إِلى ذلك؛ ولأنّهم في محل القدوة لغيرهم.
ولأهمية الصلاة فقد فرضها الله  من فوق سبع سماوات( )، وبين الله  أهميتها وأجرها وسوء عاقبة من ضيعها في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وكذلك الرسول  وضّح أنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ - وسيأتي -.
فيجب أن نعوّد أولادنا على الصلاة والمحافظة عليها والخشوع فيها من الصغر؛ لأن من شَبَّ على شيء شاب عليه، وقال رسول الله  « مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ »( ).
والآيات والأحاديث وإن كان هدف جمعها الرئيسي هو الصلاة إلا أنها جامعة لكل أبواب الخير التي تهم المسلم، مثل توحيد الله، وبقية أركان الإسلام، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول الصدق، واجتناب الكبائر والفواحش والمحرمات…الخ، وهي ليست مرجعاً شاملاً لكل ما يتعلق بالصلاة، ولكنها بداية فقط يستفيد منها الطلاب - بحول الله -، ويمكن أن يشرحها لهم معلمهم: كل يوم آية أو حديثاً أو أكثر، ويمكن أن نشجع الطلاب على حفظ الأحاديث بإجراء المسابقات والجوائز على حفظها وفهمها، ويمكن أن يتولى شرحها الطالب أمام زملائه ويُعلِّق على شرحه المعلم، وغير ذلك من الأمور التربوية المعروفة التي تخدم الهدف المنشود.
والآيات الكريمة مضبوطة على ما يوافق رواية حفص عن عاصم، وتفسير الآيات اقتبسته - بتصرف - من (التفسير الميسر) كما سيأتي في المراجع، والأحاديث جمعتها أولاً مما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به أحدهما. وهناك بعض التصرف في نقل الحديث، مثل: حذف الأسانيد، أو اختيار رواية واحدة للحديث، أَوْ عبارة واحدة إِذَا شك الراوي. وترقيم الأحاديث كان حسب ترقيم: (العالمية) وهو برنامج على جهاز الحاسوب كما سيأتي في المراجع. وشرح الأحاديث كان المرجع فيه إِلى: (( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )) لابن حجر، و (( شرح مسلم )) للنووي ، و (( وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )) ، و (( شرح سنن النسائي )) للسندي وآخر للسيوطي ، و (( عون المعبود شرح سنن أبي داود )) ، و (( شرح سنن ابن ماجة )) للسندي ، و (( المنتقى شرح موطأ مالك)) ، وفيض القدير شرح الجامع الصغير ، كما هو مبين في مراجع الحاسوب.
هذا ، ووجدت من المفيد إضافة مطوية بعنوان (أبناؤنا والصلاة) لـ(عبد الملك القاسم) طباعة دار القاسم بالرياض ، وهي موجهة لأولياء الأمور.
هذا وقد تفضل الشيخ :
وأسأل الله  أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لعمل كل ما يرضيه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.( )
وكتبه: حسان بن سالم عيد
غفر الله له ولوالديه
الطائف: الاثنين, 18 من رجب 1421هـ الموافق: ‏16‏‏/‏10‏‏/‏2000‏م

صرف الصلاة والعبادة لله وحده
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ( ).
المعنى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) إنا نخصك وحدك بالطاعة والعبادة، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة.
وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة إلا لله وحده، وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله، ومن أمراض الرياء، والعجب، والكبرياء.
* * *
2) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( ).
وَنُسُكِي : الذبح.
المعنى: (قُلْ) - يا محمد - لهؤلاء المشركين: (إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي) أَيْ: ذبحي لله وحده، لا للأصنام، ولا للأموات، ولا للجن، ولا لغير ذلك مما تذبحونه لغير الله، وعلى غير اسمه كما تفعلون، (وَمَحْيَايَ) وحياتي، (وَمَمَاتِي) وموتي (لِلّهِ) تعالى (رَبِّ الْعَالَمِينَ). (لاَ شَرِيكَ لَهُ) في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في صفاته وأسمائه، (وَبِذَلِكَ) التوحيد الخالص (أُمِرْتُ) أمرني ربي جلّ وعلا، (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) أول من أقرّ وانقاد لله من هذه الأمة.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول :
1) حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ  وَهُوَ فِي سَفَرٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِزِمَامِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ  ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ أَوْ لَقَدْ هُدِيَ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ ( ).
أَعْرَابِيًّا : البدوي، أي: الذي يسكن البادية. عَرَضَ : بدا وظهر.
بِخِطَامِ : حبل يقلد به البعير ويعقد على أنفه لينقاد. نَاقَتِهِ : الأنثى من الإبل.
بِزِمَامِهَا : الزمام: ما تقاد به الدابة. وَتَصِلُ : الصلة: البر وحسن المعاملة.
الرَّحِمَ : القرابة. دَعِ : اترك.
المعنى: أن أبا أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ وهو الصحابي الجليل : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف ، و يقال : ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم ، أبو أيوب الأنصاري الخزرجى . تُوُفِّي سنة : 50 هـ و قيل بعدها . قال: بينما كان النَّبِيّ  فِي سَفَرٍ وكان راكباً ناقته إذ ظهر أَعْرَابِيّ في طريق النَّبِيّ ، فَأَخَذَ الأعرابي بحبل نَاقَة النبي  لتقف الناقة ويتمكن من سؤال النَّبِيّ  ثُمَّ قَالَ هذا الأعرابي: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي وأرشدني إِلى عمل إِذَا عملته يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَكَفَّ النَّبِيُّ  ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ وهُدِيَ هذا السائل؛ لأنه سأل عن شيء مهم، وهو مراد كل مؤمن أن ينجو من النار ويدخل الجنة. فماذا يعمل؟ قَالَ النَّبِيّ : كَيْفَ قُلْتَ أيها الأعرابي؟ فَأَعَادَ الأعرابي سؤاله السابق وهو: أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ له النَّبِيُّ :
• أولاً: تَعْبُدُ اللَّهَ وحده لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؛ لأن الله  لا شريك له في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في صفاته وأسمائه. والعبادة لابد أن يكون فيها إخلاص وترك الرياء.
• ثانياً: تُقِيمُ الصَّلاةَ التي أمر الله بها على الوجه الذي شرعه وبينه.
• ثالثاً: وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ المفروضة إِلى أهلها.
• رابعاً: وَتَصِلُ الرَّحِمَ أي: تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعتهم أو غير ذلك.
وخص الرسول  هذه الأعمال نظراً إلى حال السائل، كأنه كان لا يصل رحمه فأمره به؛ لأنه المهم بالنسبة إليه. ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها بحسب حال المخاطب وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها، إما لِمَشَقَّتِها عليه، وإما لتسهيله في أمرها.
وقولـه : (دَعِ النَّاقَةَ)؛ لأن الأعرابي كان ممسكاً بخطامها أو زمامها ليتمكن من سؤاله بلا مشقة، فلما حصل جوابه قال اترك الناقة لتمشي.


الصلاة أحد الأركان
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ( ).
المعنى: الذين وعدناهم بنصرنا هم (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ)، واستخلفناهم فيها بإظهارهم على عدوهم، (أَقَامُوا الصَّلاةَ) بأدائها في أوقاتها بحدودها، (وَآتَوُا الزَّكَاةَ) وأخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها، (وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ) وهو كل ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده. (وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو كل ما نهى الله عنه، (وَلِلَّهِ) وحده (عَاقِبَةُ) مصير (الأُمُورِ) كلها. والعاقبة للتقوى.
* * *
2) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( ).
الْفَحْشَاءِ : ما عظم قبحه من الذنوب. الْمُنْكَرِ : ما رفضه الشرع ونص على قبحه.
المعنى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ) أُنزل (إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ) هذا القرآن، واعمل به، (وَأَقِمِ) وَأَدِّ (الصَّلاةَ) بحدودها، (إِنَّ) المحافظة على (الصَّلاةَ تَنْهَى) صاحبها (عَنِ) الوقوع في (الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير؛ وتقل أَوْ تنعدم رغبته في الشر، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ) في الصلاة وغيرها، أعظم و(أَكْبَرُ) وأفضل من كل شيء. (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) من خير وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.
* * *
3) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( ).
مُخْلِصِينَ : قاصدين وجه الله الدِّينَ : العبادة.
حُنَفَاءَ : مائلين عن الباطل إلى الإسلام. دِينُ الْقَيِّمَةِ : الملة المستقيمة.
المعنى: (وَمَا أُمِرُوا) في سائر الشرائع (إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ) وحده (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) قاصدين بعبادتهم وجهه (حُنَفَاءَ) مائلين عن الشرك إِلى الإيمان، (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا) ويُؤَدُّوا (الزَّكَاةَ) (وَذَلِكَ) هو (دِينُ الْقَيِّمَةِ) دين الاستقامة، وهو الإسلام.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول :
1) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ ( ).
يُوَحَّدَ : أَيْ: يُفْرَد بالتوحيد
المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله  ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ، أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ، و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله  ، و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين .
ومعنى الحديث : أن الدين عند الله الإسلام، وهو مبني عَلَى خَمْسَة أركان:
1) عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، أي: يفرد بالتوحيد، بمعنى: أن يُعبَد الله وحده، ويُكفَر بما دونه.
2) وَعلى إِقَامِ الصَّلاةِ بأدائها في أوقاتها بحدودها، والمداومة عليها.
3) وعلى إِيتَاءِ الزَّكَاةِ، أي: إخراج زكاة الأموال إِلى أهلها.
4) وَعلى صِيَامِ شهر رَمَضَانَ، وهو الشهر التاسع من الشهور القمرية.
5) وَعلى الْحَجِّ إِلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.
وهذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه. والله أعلم.


الصلاة هي الحد بين المسلم والكافر
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ).
انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ : انقضت الأشهر الأربعة التي كانت عهداً.
وَخُذُوهُمْ : ائسروهم.
وَاحْصُرُوهُمْ : احبسوهم أَوْ امنعوهم من التصرف في البلاد.
كُلَّ مَرْصَدٍ : كل طريق وممر ومكان مُراقَب.
المعنى: (فَإِذَا انْسَلَخَ) انقضت (الأَشْهُرُ الْحُرُمُ) الأشهر الأربعة التي أمَّنْتُم فيها المشركين، (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) فأعلنوا الحرب على أعداء الله حَيْثُ كانوا. (وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ) واقصدوهم بالحصار في معاقلهم. (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) وترصدوا لهم في طرقهم. (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن رجعوا عن كفرهم ودخلوا الإسلام والْتَزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة، (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) فاتركوهم، فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام. (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) لمن تاب وأناب، (رَحِيمٌ) بهم.
* * *
2) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ).
المعنى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن أقلعوا عن عبادة غير الله، ونطقوا بكلمة التوحيد، والْتَزموا شرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، (فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) فإنهم إخوانكم في الإسلام، (وَنُفَصِّلُ) ونبين (الآيَاتِ) ونوضحها (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ينتفعون بها.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول :
1) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ( ).
عَصَمُوا : حفظوا ومنعوا.
المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله  ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ، أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ، و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله  ، و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين ، (قَالَ) عبد الله بن عمر : (قَالَ رَسُولُ  : أُمِرْتُ) أي: أمرني ربي (أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ) حَتَّى يفعلوا ما يأتي:
• (يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) وحده لا شريك له، ويشهدوا (أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)، وهو خاتم النبيين والمرسلين.
• (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ): أي: يداوموا على الإتيان بها بشروطها.
• (وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ): أي: يخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها.
وخص الصلاة والزكاة لعظمهما والاهتمام بأمرهما، لأنهما أُمَّا العبادات البدنية والمالية.
(فَإِذَا فَعَلُوا) ذلك: بأن شهدوا بالوحدانية لله، وبالرسالة لرسوله ، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة إِلى أهلها - (عَصَمُوا) أي: منعوا (مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ)؛ لأنه لا يجوز قتالهم بعد ما فعلوا ذلك، (إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) في أمر سرائرهم.
وفيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام. وفيه دليل على قبول الأعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر، والاكتفاء في قبول الإيمان بالاعتقاد الجازم. ويؤخذ منه ترك تكفير أهل البدع المقرين بالتوحيد الملتزمين للشرائع، وقبول توبة الكافر من كفره، من غير تفصيل بين كفر ظاهر أو باطن.
* * *
2) حَدِيثُ جَابِر  يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ ( ).
المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله r جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجى السلمي ، أبو عبد الله و يقال أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد المدني صاحب رسول الله  ، و ابن صاحبه . توفي بعد سنة 70 هـ بالمدينة المنورة.
ومعنى الحديث: أن الحد الفاصل بين الرجل والشرك بالله هو ترك الصلاة. ومعنى بينه وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة، فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل، بل دخل فيه.
وتارك الصلاة إن كان منكراً لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، خارج من ملة الإسلام إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.
وإن كان تركه تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها كما هو حال كثير من الناس فذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر.
واحتج العلماء على قتل تارك الصلاة بقوله تعالى:  فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( )وقوله : « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ( )» والله أعلم.


حكم الصلاة: الوجوب
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ).
المعنى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ) بالله ورسوله (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ) أنصار (بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ) الناس (بِالْمَعْرُوفِ) بالإيمان والعمل الصالح، (وَيَنْهَوْنَ) الناس (عَنِ الْمُنْكَرِ) الكفر والمعاصي، (وَيُقِيمُونَ) ويؤدون (الصَّلاةَ، وَيُؤْتُونَ) ويعطون (الزَّكَاةَ، وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، وينتهون عما نهو عنه. (أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته. (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ) في ملكه، (حَكِيمٌ) في تشريعاته وأحكامه.
* * *
2) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ( ).
بَيْعٌ : فدية. خِلالٌ : صداقة ومحبة.
المعنى: (قُلْ) - يا محمد - (لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا: يُقِيمُوا) يؤدوا (الصَّلاةَ) بحدودها، (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير (سِرًّا وَعَلانِيَةً) مسرّين ذلك ومعلنين. (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) يوم القيامة الذي (لا) ينفع (بَيْعٌ) فداء (فِيهِ وَلا خِلالٌ) صداقة.
* * *
3) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( ).
وَاصْطَبِرْ : داوم.
المعنى: (وَأْمُرْ) - يا محمد - (أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) واصطبر على أدائها، (لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا) مالاً، (نَحْنُ نَرْزُقُكَ) ونعطيك. (وَالْعَاقِبَةُ) الصالحة في الدنيا والآخرة (لِلتَّقْوَى) لأهل التقوى.
* * *
4) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ. وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ. فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ. فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ( ).
هُوَ اجْتَبَاكُمْ : هو اختاركم لدينه وعبادته ونُصرته. الدِّينِ : شريعة الإسلام.
حَرَجٍ : ضيق بتكليف يشُق ويعسُر. مِلَّةَ : شريعة.
مَوْلاكُمْ : مالككم وناصركم ومتولي أموركم. وَاعْتَصِمُوا : الْزَمُوا وتمسكوا.
المعنى: (وَجَاهِدُوا) الكفار والظلمة، والنفس، والشيطان (فِي اللَّهِ) مخلصين فيه النية لله  مسلمين له قلوبكم وجوارحكم (حَقَّ جِهَادِهِ) جهاداً عظيماً. (هُوَ اجْتَبَاكُمْ) هو اصطفاكم لحمل هذا الدين. (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقد مَنَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة، ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها، كما كان في بعض الأمم قبلكم. (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم. (هُوَ) الله  (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) في الكتب المنَزلة السابقة، (وَفِي هَذَا) القرآن. وقد اختصكم بهذا الاختيار؛ (لِيَكُونَ الرَّسُولُ) خاتم الرسل محمد  (شَهِيدًا) شاهداً (عَلَيْكُمْ) بأنه بلَّغكم رسالة ربه، (وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الأمم أن رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه. فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها، فتشكروها، وتحافظوا على معالم دين الله: (فَأَقِيمُوا) أدوا (الصَّلاةَ) بأركانها وشروطها، (وَآتُوا) أخرجوا (الزَّكَاةَ) المفروضة، (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ) الْجئوا إِلى الله ، (هُوَ مَوْلاكُمْ) فتوكلوا عليه، (فَنِعْمَ الْمَوْلَى) ) فهو نعم المولى لمن تولاه، (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) لمن استنصره.
* * *
5) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا. فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا. كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ( ).
فَأَقِمْ وَجْهَكَ : قوِّمْه وعَدِّلْه. لِلدِّينِ : دين التوحيد والإسلام.
حَنِيفًا : مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه. فِطْرَةَ اللَّه : الْزموها وهي دين الإسلام.
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا : جَبلَهُم وطَبَعَهُم عليها. لِخَلْقِ اللَّهِ : لدينه الذي فطرهم عليه.
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ : المستقيم الذي لا عوج فيه. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ : راجعين إِلَيْهِ بالتوبة والإخلاص.
فَرَّقُوا دِينَهُمْ : بدّلوا دينهم شِيَعًا : فِرَقاً مختلفة الأهواء.
المعنى: (فَأَقِمْ) - يا محمد أنت ومن اتبعك - (وَجْهَكَ لِلدِّينِ) واستمر على الدين الذي شرعه الله لك. (حَنِيفًا) مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه. والْزموا (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه. فبقاؤكم عليه، وتمسككم به، تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده. (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) ودينه. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) فهو الطريق المستقيم الموصل إِلى رضا الله رب العالمين وجنته. (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أن الذي أمرتك به - يا محمد - هو الذين الحق دون سواه. (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) وكونوا راجعين إِلى الله بالتوبة وإخلاص العمل له، (وَاتَّقُوهُ) بفعل الأوامر واجتناب النواهي، (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) تامة بأركانها وواجباتها وشروطها، (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) مع الله غيره في العبادة. ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع. (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) بدّلوا دينهم، وغيّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه، تبعاً لأهوائهم. (وَكَانُوا شِيَعًا) فصاروا فرقاً وأحزاباً، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم، يعين بعضهم بعضاً على الباطل. (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) مسرورون، يحكمون لأنفسهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول :
1) حَدِيثُ مُعَاذٍ  قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ( ).
افْتَرَضَ : أَوْجَب وَكَرَائِمَ : أعز وأفضل أموالهم إِلى نفوسهم.
المعنى: روى هذا الحديث عن رسول الله r معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو الأنصاري الخزرجى ، أبو عبد الرحمن المدني ، توفي سنة : 18 هـ بالشام.
(قَالَ) معاذ بن جبل: (بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ  ) إِلى اليمن وكان سنة عشر قبل حج النبي  , وقيل غير ذلك ، واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر، ثم توجه إلى الشام فمات بها سنة 18 هـ , واختُلف هل كان معاذ والياً أو قاضياً؟. (قَالَ) له الرسول  : (إِنَّكَ) يا معاذ (تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)، أَيْ: اليهود فقد كثروا يومئذ في أقطار اليمن، وكان أصل دخول اليهود في اليمن في زمن أسعد وهو تبع الأصغر. (فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ) أَيْ: فادعهم بالتدريج إلى ديننا شيئاً فشيئاً، ولا تدعهم إلى كله دفعة؛ لئلا يمنعهم من دخولهم فيه ما يجدون فيه من كثرة مخالفته لدينهم. وإنما وقعت البداية بالشهادتين لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما. وهذا يدل على أن اليهود والنصارى ليسوا بعارفين الله تعالى ؛ وإن كانوا يعبدونه , ويظهرون معرفته . وقال العلماء : ما عرف الله تعالى من شبهه وجسمه من اليهود , أو أجاز عليه البداء , أو أضاف إليه الولد منهم , أو أضاف إليه الصاحبة والولد , وأجاز الحلول عليه , والانتقال والامتزاج من النصارى , أو وصفه بما لا يليق به , أو أضاف إليه الشريك والمعاند في خلقه من المجوس والثنوية فمعبودهم الذي عبدوه ليس هو الله وإن سموه به إذ ليس موصوفا بصفات الإله الواجبة له . فإذن ما عرفوا الله سبحانه. (فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ) أَيْ: شهدوا وانقادوا للإسلام، (فَأَعْلِمْهُمْ) من الإعلام بمعنى الإخبار (أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ) الفجر ، والظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء (فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ . فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً) أَيْ: زكاة لأموالهم ، (تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ) جمع كريمة وهي خيار المال أو أفضله، أَيْ: احترز من أخذ خيار أموالهم، والنكتة فيه أن الزكاة لمواساة الفقراء فلا يناسب ذلك الإجحاف بمال الأغنياء إلا إن رضوا بذلك، (وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ) أَيْ: اتق الظلم خشية أن يدعو عليك المظلوم، وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم، والنكتة في ذكره عقب المنع من أخذ كرائم الأموال الإشارة إلى أن أخذها ظلم ؛ (فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا) أي : دعوة المظلوم (وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) أَيْ: أنها مسموعة عند الله تعالى ولا تُرَدّ . وقيل هو كناية عن سرعة القبول ، وفي حديث آخر عن رَسُول اللهِ  قال : « اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ » ( ).
وفي حديث معاذ :
 أن السنة أن الكفار يدعون إلى التوحيد قبل القتال.
 وفيه أنه لا يحكم بإسلامه إلا بالنطق بالشهادتين. واستدل به على أنه لا يكفي في الإسلام الاقتصار على شهادة أن لا إله إلا الله حتى يضيف إليها الشهادة لمحمد  بالرسالة.
 وفيه أن الصلوات الخمس تجب في كل يوم وليلة.
 وفيه بيان عظم تحريم الظلم , وأن الإمام ينبغي أن يعظ ولاته , ويأمرهم بتقوى الله تعالى , ويبالغ في نهيهم عن الظلم, ويعرفهم قبح عاقبته ، وتوصية الإمام عامله فيما يحتاج إليه من الأحكام وغيرها.
 وفيه أنه يحرم على الساعي أخذ كرائم المال في أداء الزكاة بل يأخذ الوسط؛ لأن الزكاة لمواساة الفقراء , فلا يناسب ذلك الإجحاف بالمالك إلا برضاه. ويحرم على رب المال إخراج شر المال .
 واستدل به على أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه وإما بنائبه , فمن امتنع منها أخذت منه قهراً.
 وهذا الحديث ليس مسوقا لتفاصيل الشرائع بل لكيفية الدعوة إلى الشرائع إجمالاً، وأما تفاصيلها فذاك أمر مفوض إلى معرفة معاذ  ، فترك ذكر الصوم والحج في هذا الحديث لا يضر، كما لا يضر ترك تفاصيل الصلاة والزكاة.


أجر المحافظة على الصلاة
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ( ).
يُمَسِّكُونَ : يعملون بما فيه.
المعنى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ) يتمسّكون (بِالْكِتَابِ)، ويعملون بما فيه من العقائد والأحكام، (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) ويحافظون على الصلاة بحدودها، ولا يضيعون أوقاتها، (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة، ولا يضيعها.
* * *
2) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ. وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ، ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا. وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا، كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ. أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَ كُمُ النَّذِيرُ. فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ  ( ).
تَبُورَ : تكسد وتهلك. اصْطَفَيْنَا : اخترنا.
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ : رجحت سيئاته. مُقْتَصِدٌ : استوت حسناته وسيئاته.
سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ : رجحت حسناته. الْحَزَنَ : كل ما يحزن ويغم.
أَحَلَّنَا : أنزلَنا. الْمُقَامَةِ : الإقامة الدائمة في الجنة.
نَصَبٌ : تعب. لُغُوبٌ : إعياء.
يَصْطَرِخُونَ : يستغيثون. النَّذِيرُ : الرسول  ومعه القرآن.
المعنى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) يقرؤون القرآن، ويعملون به، (وَأَقَامُوا) وداوموا على (الصَّلاةَ) في أوقاتها، (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة (سِرًّا وَعَلانِيَةً) وجهراً. هؤلاء (يَرْجُونَ) بذلك (تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) لن تكسد ولن تهلك، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه؛ (لِيُوَفِّيَهُمْ) الله تعالى (أُجُورَهُمْ) ثواب أعمالهم كاملاً غير منقوص، (وَيَزِيدَهُمْ) ويضاعف لهم الحسنات (مِنْ فَضْلِهِ). (إِنَّهُ) إن الله (غَفُورٌ) لسيئاتهم، (شَكُورٌ) لحسناتهم، يثيبهم عليها الجزيل من الثواب. (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا) أنزلناه (إِلَيْكَ) - يا محمد - (مِنَ الْكِتَابِ) القرآن (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا) المصدّق (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) للكتب التي أنزلها الله على رسله قبلك. (إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) لا يخفى عليه شيء. (ثُمَّ أَوْرَثْنَا) أعطينا - بعد هلاك الأمم - (الْكِتَابَ) القرآن (الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا) اخترناهم (مِنْ عِبَادِنَا) أمة محمد : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) بفعل بعض المعاصي. (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ). وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات. (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ)، أَيْ: مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة فرضها ونفلها، (ذَلِكَ) الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). (جَنَّاتُ عَدْنٍ) إقامة دائمة للذين أورثهم الله كتابه (يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا)، (وَلِبَاسُهُمْ) المعتاد (فِيهَا) في الجنة (حَرِيرٌ) أَيْ: ثياب رقيقة. (وَقَالُوا) حين دخلوا الجنة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا) كل (الْحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ)؛ حَيْثُ غفر لنا الزلات (شَكُورٌ)؛ حَيْثُ قبل منا الحسنات وضاعفها. وهو (الَّذِي أَحَلَّنَا) أنزلنا (دَارَ الْمُقَامَةِ) الجنة (مِنْ فَضْلِهِ)، (لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ) تعب (وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) إعياء. (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ) الموقدة، (لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ) بالموت، (فَيَمُوتُوا) ويستريحوا، (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا)، (كَذَلِكَ) ومثل ذلك الجزاء (نَجْزِي) يجزي الله  (كُلَّ كَفُورٍ) جحود له ولرسوله. (وَهُمْ) وهؤلاء الكفار (يَصْطَرِخُونَ) يصرخون من شدة العذاب (فِيهَا) في نار جهنم مستغيثين: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا) من نار جهنم، وردَّنا إِلى الدنيا (نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) نعمله في حياتنا الدنيا، فنؤمن بدل الكفر. فيقول لهم: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ) نُمْهِلْكم في الحياة قدْراً وافياً من العمر، (مَا يَتَذَكَّرُ) يتعظ (فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) اتعظ، (وَجَاءَ كُمُ النَّذِيرُ) النَّبِيّ  ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟. (فَذُوقُوا) عذاب جهنم، (فَمَا) فليس (لِلظَّالِمِينَ) للكافرين (مِنْ نَصِيرٍ) ناصر ينصرهم من عذاب الله.
* * *
3) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى( ).
تَزَكَّى : تطهر من دنس الذنوب.
المعنى: (قَدْ أَفْلَحَ) فاز (مَنْ تَزَكَّى) من طهّر نفسه من الأخلاق السيئة، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) وذكر الله، فوحّده ودعاه وعمل بما يرضيه، (فَصَلَّى) وأقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وامتثالاً لشرعه.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول :
1) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ( ).
المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ  ) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ) أَيْ: صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، إِذَا داوم عليهن ، ( وَ ) من صلاة (الْجُمْعَة إِلَى) صلاة (الْجُمْعَةِ) إِذَا أداها احتساباً لله ، ( وَ ) من شهر (رَمَضَان إِلَى) شهر (رَمَضَانَ) إِذَا صامه احتساباً لله (مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ) من الذنوب (إِذَا اجْتَنَبَ) فاعلها الذنوب (الْكَبَائِر) ، أَيْ: لم يرتكب الكبائر مثل الإشراك بالله و السحر وغيرهما ، ومعناه إن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر إلا بالتوبة الصحيحة أو رحمة الله تعالى وفضله ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات.
* * *
2) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً( ).
المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة. (قَالَ) أبو هريرة : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ) فأحسن الوضوء ؛ بأن راعى فروضه وشروطه وآدابه (ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ) وهي المساجد ؛ (لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ) وهي الصلوات الخمس والجمعة (كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً) تمحو سيئة . ( وَ ) الخطوة (الأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً). فأي فضل بعد هذا !.
* * *
3) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ: أَلا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا ( ).
خَيْلٌ غُرٌّ : التي في جبهتها بياض. خيل مُحَجَّلَة : الخيل التي قوائمها بيضاء.
خَيْلٍ دُهْمٍ : الشديدة السواد. خيل بُهْمٍ : الخالصة السواد.
غُرًّا : نور يسطع من جباههم. مُحَجَّلِينَ : نور يسطع من أيديهم وأرجلهم.
فَرَطُهُمْ : سابقهم ومتقدمهم. لَيُذَادَنَّ : الذود: المنع والدفع.
هَلُمَّ : تعالوا أو أقبلوا. سُحْقًا : بُعْداً.

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ) أهل (دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) يسلم عليهم مع كونهم أمواتاً، (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا) تمنٍّ منه  لرؤية من يأتي بعده من أمته. (قَالُوا) أي : الصحابة : (أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ)  : (أَنْتُمْ أَصْحَابِي ؛ وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) وهذا ليس نفيا لأخوتهم ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة فهؤلاء إخوة صحابة ، والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة. (فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ)؟ يعنون أنه لم يرهم في الدنيا فبأيّ شيء يعرفهم في الآخرة؟ (فَقَالَ)  : (أَرَأَيْتَ) أَيْ: أخبرني والخطاب مع كل من يصلح له من الحاضرين أو السائلين، (لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ) التي في جبهتها بياض ، (مُحَجَّلَةٌ) الخيل التي قوائمها بيضاء (بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ) الشديدة السواد (بُهْمٍ) الخالصة السواد (أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا) نور يسطع من جباههم (مُحَجَّلِينَ) نور يسطع من أيديهم وأرجلهم. جعلنا الله منهم برحمته. وهذا يدل على أن سائر الأمم لا تكون على هذه الصفة ؛ ولذلك يعرف الغر المحجلين منهم ، (مِنَ) آثار (الْوُضُوءِ) يريد  أنه يعرفهم بسيماهم ؛ كما يعرف ذو الخيل الغر المحجلة خيله في جملة خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ. (وَأَنَا فَرَطُهُمْ) سابقهم ومتقدمهم (عَلَى الْحَوْضِ) ويجدونه  عند الحوض يهيئ لهم ما يحتاجون إليه. (أَلا لَيُذَادَنَّ) الذود: المنع والدفع (رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ) يعني : لا يفعلن رجل فعلاً يذاد به عن حوضي ؛ كما يذاد البعير الضال (أُنَادِيهِمْ: أَلا هَلُمَّ) تعالوا أو أقبلوا ، يحتمل هذا أن المنافقين والمرتدين وكل من توضأ منهم مسلماً فإنه يحشر بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء، ولذلك يدعوهم النبي  ، (فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا) بُعْداً بُعْداً. قيل معنى بَدَّلُوا : غَيَّرُوا سنتك، ويحتمل أن يكون ذلك لمن رأى النبي  فبَدَّلَ بعده من أهل الردة ، ويحتمل أن يكونوا ممن يأتي بعده إلى يوم القيامة .
ومما يدل عليه الحديث :
 إباحة زيارة القبور بضوابطها الشرعية.
 جواز التمني لا سيما في الخير ولقاء الفضلاء وأهل الصلاح.
 البشارة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - فهنيئا لمن كان رسول الله  فرطه.


سوء عاقبة من أضاع الصلاة
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ( ).
خَلْفٌ : ذرية وأتباع فاسدين. غَيًّا : خسراناً.
المعنى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) فأتى من بعد هؤلاء المنعم عليهم (خَلْفٌ) ) أتباع سوء (أَضَاعُوا الصَّلاةَ) تركوا الصلاة كلها، أو فوّتوا وقتها، أو تركوا أركانها وواجباتها، (وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) واتبعوا ما يوافق شهواتهم ويلائمها، (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) شراً وضلالاً وخيبة في جهنم.
* * *
2) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ. فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ( ).
رَهِينَةٌ : محبوسة مرهونة بعملها. مَا سَلَكَكُمْ : أَيّ شيء أدخلكم.
نَخُوضُ : نشرع في الباطل لا نبالي به. الدِّينِ : البعث والحساب والجزاء.
المعنى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) محبوسة بعملها، مرهونة عند الله بكسبها، ولا تُفَك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات. (إِلاَّ) المسلمين المخلصين (أَصْحَابَ الْيَمِينِ) الذين فكّوا رقابهم بالطاعة، هم (فِي جَنَّاتٍ) لا يُدْرَك وصفها، (يَتَسَاءَ لُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ) يسأل بعضهم بعضاً عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) ما الذي أدخلكم جهنم، وجعلكم تذوقون سعيرها؟. (قَالُوا) قال المجرمون: (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) في الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nasefabdalah.yoo7.com
 
المشكاة في تربية الصّغارعلىالصّلاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ناصف عبد الله محمد السيد :: المشاركات الفعالة :: **** الشيخ المحدث الفقيه *****-
انتقل الى: